قرار غير مسبوق في جماعة الإخوان

امممم..
كثر مدعى الإصلاح في وطننا العربي والاسلامي .. ولكل منهم فكره ومنهجه الخاص به .. وأسلوب يختلف عن الآخر في الوصول إلى النتائج.

فبعد سقوط الخلافه الإسلامية .. ظهرت على الساحه المصرية مجموعه من المواطنين يقودهم حسن البنا -مؤسس جماعه الاخوان المسلمين- .

بعد انهيار اخلاق المجتمع وازدياد الفساد الاخلاقي وفساد الحكام.. أدعت هذه المجموعه بأنها تجمعت من اجل نشر دين الاسلام والدعوه إلى عوده االاخلاق والقيم والفضائل والتصدي لفساد الحكام وتربية الشعوب وتوحيد البلاد.

وأقروا بأن منهجهم هو منهج الرسول محمد عليه الصلاة والسلام .. وبدؤا في محاولة استخدام ما هو في محيطهم من أجل خدمه هدفهم الذي تم ذكره.

ونجحوا في اكتساب شعبية لهم وأسسوا جمعية الشبان المسلمين ولكن بدأ يتخللها أجواء شخصية فتركوها وأسسوا جماعه الإخوان المسلمين.. وبدؤا في مقاومة المحتل ومحاربه الأفكار التدميرية الغربية المراد بها إدخال الشعوب في مراحل من الوساخات والأوحال والقضاء على الاخلاق .. فكانت كمن يصارع في بركه من الاوساخ والوحل.

وبدأوا في الأنتشار أكثر وانتقل فكرهم إلى فلسطين أثناء حرب 48 وبعدها بدأوا في الانتشار في العالم ... وزاد بكثافة في الحقبة الناصرية التى تم اضهادهم بشكل كبير في مصر وتمت محاربتهم فسافروا هربا ونشروا أفكارهم في العديد من بلاد العالم ونشأ التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين.

ولأنهم ليسوا ملائكة وليسوا صحابة -حتى الصحابة كان منهم من أخطأ وكان بينهم منافقين- ولكنهم اقوام جاءوا في عهدنا لمحاولة تحقيق نهضة إسلامية كما يقولون.. ولأنهم كانوا بشر .. فكانوا يخطئون ويصلحون اخطائهم.. يسعون لكي يكونوا الأفضل.. مروا بمراحل كثيره من محاربتهم والاضطهاد والظلم وكان كل ذلك له تأثير على طريقة تفكيرهم واختلافها واختلاف طرق التفكير بين الأجيال .

ومنهجهم في ذلك كان كتاب الله .. فبدأوا في محاولة تطبيقه فأحيانا ينجحون وأحيانا يفشلون .. ومن هنا يتعلمون كيفية تطبيقه.. وكما يقولون نسدد ونقارب.

ومع اختلاف المراحل التى تمر بها هذه الجماعه فبدأوا في الانخراط اكثر في المجتمع فأصطدموا بأشياء لم تكن في الحسبان من اختلاف في الافكار من شيوعيين وليباريين وعلمانين وحدث صدام بينهم وبين هذه الافكار.. واكتشفوا ان لديهم الكثير من الامور التى لم تكن في الحسبان وبدأ يفرضها عليهم واقعهم الذي يعيشون فيه.

فبدأوا في اصلاح ما وجدوا انفسهم مخطئيين فيه .. فكيف انهم يطالبون الحكام بالشورى وانتخابات عادلة وفترة انتخابية وبعدها يتم انتخاب آخر ومع ذلك لم يكن مرشدهم له فتره وبعدها يحدث انتخابات .. فأحدثوا تغيير بأنهم أقروا بفتره معينه للمرشد وبعدها يتم اعاده انتخاب المرشد وهكذا بدأوا يتطورون في بعض الأمور لديهم..

فأحيانا يطرق بابهم بعض الاحداث .. كحقوق القبطي والمرأة والدولة الدينية والديموقراطية وفصل العمل السياسي عن الدعوى والشورى الكلية والشورى الجزئية والتعامل مع عوامل العولمة والإعلام ... واختلاف الرؤية بإنشاء حزب سياسي او لا .. ومازالوا يسعون للوصول للأفضل فيما لا يخالف منهجهم من القرآن والسنة.

ففي هذه الايام وعلى غير العاده لأول مره في تاريخ الحركات الاسلامية بقرار مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين الأردنية -أعلى هيئة قيادية في الجماعة بالأردن- بحل نفسه بعد أيام فقط من الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها الجماعة في الانتخابات التشريعية.

وتنتقل مراحل التفكير واختلاف الوعي من مرحلة لمرحلة .. وبذلك ضربوا المثال بالديموقراطية وقدرتهم على تغيير اخطائهم فبعد أن فشل جيل من القيادات في اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهه العوامل المحيطة .. فقرر ان يترك المجال لجيل جديد يفكر ربما بطريقه مختلفه لمحاولة الوصول إلى الأفضل .. فللأسف فقد أصبحت الخطوات التى تتخدها الجماعه روتينية بشكل كبير وضعف بشده محاولة استحداث افكار وطرق مختلفه للتصدى للعواقب التى تواجهم .. وأعتقد انهم بتلك الخطوة الغير مسبوقه رسموا لوحة فنية لأجيال تفكر وتخطط .. فإن فشلت طريقه جيل معين .. نبحث عن جيل آخر يفكر بطريقه مختلفه ..

وهكذا كان اخوان الأردن سباقين في اتخاذ قرار مثل هذا .. ويسجل في تاريخ الحركات الإسلامية .. وندعوا باقي الحركات في باقي الدول بزحزحة هذا الحجر الحجر الصلب..

وأن يبحثوا دائما عن الأفضل .. وأن يعلموا أن التغيير الذي يأتي بالانتخاب والشورى سيكون دائما بفائدة .. فكما قال الرسول الكريم لاتجتمع أمتى على ضلالة..

رسائل:
* جيل الشباب شجاعه لاتنقصه حكمه وجيل الكبار حكمه لاتنقصه شجاعه ..
* نصرني الشباب وخذلني الشيوخ.
* أعتقد أن أراء وأفكار الشباب قد تأتي بجديد وتكسر حاجز الروتين فأستشيروهم.

وأخيرا نقول وداعا للقولبة :D